لتوحيد والعقيدة |
بيانات الكتاب .. |
العنوان | الحوقلة .. مفهومها وفضائلها ودلالاتها العقدية |
المؤلف | عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر |
نبذة عن الكتاب |
|
تاريخ الإضافة | 27-12-1432 |
عدد القراء | 887 |
رابط القراءة | |
رابط التحميل | << اضغط هنا >> |
٣
الحمد لله ربّ العالمین، بھ سبحانھ
نستھدي، وإیاه نستكفي، ولا حول ولا قوة إلاَّ
با العليّ العظیم، وھو المستعان، وھو
حسبنا ونعم الوكیل.
أما بعد:
فإنَّ للأذكار الشرعیة مكانةً عالیة في
الدین، ومنزلة رفیعة في نفوس المؤمنین،
وھي من أجل القربات، وأفضل الطاعات،
ولھا من الثمار الیانعة والفضائل المتنوعة
والخیرات المتوالیة في الدنیا والآخرة ما لا
یحصیھ ویحیط بھ إلاَّ ا عز وجل.
٤
والكتاب والسنة ملیئان بالشواھد العدیدة
والأدلَّةِ المتنوعة على فضل الذِّكرِ ورفیع
قدره وعلو مكانتھ وكثرة عوائده وفوائده
على أھلھ الملازمین لھ والمحافظین علیھ.
قال ا تعالى: {یَاأَیُّھَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْكْرُوا
اَ ذِكْراً كَثِیراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِیلاً ھُوَ
الَّذِي یُصَلِّي عَلَیْكُمْ وَمَلاَئِكَتُھُ لِیُخْرِجَكُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالمُؤْمِنِینِ رَحِیمًا
تَحِیَّتُھُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَھُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَھُمْ أَجْرًا
.( كَرِیمًا}( ١
وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِینَ اَ كَثِیرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اُ لَھُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا
.(٤٤ - ١) سورة الأحزاب، الآیات ( ٤١ )
٥
.( عَظِیمًا}( ١
وقد أخرج الترمذي، وابن ماجھ، والحاكم
وقال: (( صحیح الإسناد ))، ووافقھ الذھبي،
عن أبي الدرداء رضي ا عنھ قال:قال
ألا أنبِّئكم بِخیرِ أعمالِكم، )) : رسول ا
وأزكَاھا عند مَلِیكِكُم، وأرفعھا في درجاتكم،
وخیر لكم من إنفاق الذَّھب والوَرِق، وخیرٌ
لكم مِن أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقَھم
ویضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى یا رسول ا،
.( قال: ذِكر ا ))( ٢
وروى مسلم في صحیحھ من حدیث أبي
.( ١) سورة الأحزاب، الآیة ( ٣٥ )
٢) سنن الترمذي (رقم: ٣٣٧٧ )، سنن ابن ماجھ )
٤٩٦ )، وصححھ العلامة / ٣٧٩٠ )، والمستدرك ( ١ )
.( الألباني في صحیح الجامع (رقم: ٢٦٢٩
٦
قال: (( ھریرة رضي ا عنھ، عن النَّبِيِّ
سبق المفرِّدون، قالوا: وما المفرِّدون یا
رسول ا؟ قال: الذَّاكرون ا كثیراً
.( والذَّاكرات ))( ١
وروى البخاري عن أبي موسى
قال: الأشعري رضي ا عنھ، عن النَّبِيِّ
(( مَثلُ الذي یَذكرُ ربَّھ والذي لا یذكر ربَّھ
.( مثلُ الحيِّ والمیّت ))( ٢
والأحادیث في ھذا الباب كثیرة.
ثم إنَّ ھذه الأذكار الشرعیة إضافة إلى
دلالة النصوص على عِظم فضلھا وكثرة
خیراتھا وعوائدھا، فإنَّھا تمتاز بكمال معناھا
.( ١) صحیح مسلم (رقم: ٢٦٧٦ )
.( ٢) صحیح البخاري (رقم: ٦٤٠٧ )
٧
وجمالِ ألفاظِھا وتنوُّعِ دلالاتھا وقوة تأثیرھا
وشمولھا لحقائق الإیمان وأبواب الخیر، فھي
ومن من جوامع كلم الرسول الكریم
محاسن ھذا الدِّین العظیم، مع الأمن الكامل
فیھا من الشَّطَطِ والانحراف في المعاني
والدلالات، أو التكلف والتقَعُّر في الألفاظ
والعبارات.
بل جاءت بألفاظ جزلة وكلمات مختصرة
ودلالات عمیقة، فھي یسیرٌ لفظُھا ونطقھا،
عظیم معناھا ومقصودھا، كثیر أجرھا
وثوابھا، واسعة خیراتھا ومنافعھا، متعددة
فوائدھا وثمراتھا.
إلى ذلك وأرشد إلیھ وقد أشار النبي
بقولھ علیھ الصلاة والسلام في وصف أحد
ھذه الأذكار:
٨
(( كَلِمَتَان حَبیبتان إلى الرَّحمن، خفیفتان على
اللِّسانِ، ثقیلتان في المیزان: سبحان ا
.( وبحمده، سبحان ا العظیم ))( ١
وھذا شأن جمیع الأذكار الشرعیة خفیفةٌ
على اللسان، ثقیلةٌ في المیزان، حبیبةٌ إلى
الرحمن،مع التفاضل بینھا والتمایز حسبما
دلت علیھ نصوصالشریعة.
ومع ما في الأذكار الشرعیة من الكمال
والجمال في معانیھا ومبانیھا إلاَّ أنَّك ترى
في كثیر من عوام المسلمین من یعدل عنھا
وینصرف إلى أذكار مخترعة وأدعیة
مبتدعة لیست في الكتاب ولا في السنة، قال
شیخ الإسلام ابن تیمیة رحمھ ا: (( ومن أشدّ
.( ١) رواه البخاري (رقم: ٧٥٦٣ )
٩
الناس عیباً من یتخذ حزباً لیس بمأثور عن
، النَّبِيِّ
وإن كان حزباً لبعض المشایخ، ویدع
الأحزاب النبویة التي كان یقولھا سیّد بني آدم
.( وحجة ا على عباده ))( ١
یضاف إلى ذلك ما لدى كثیر من
المسلمین من الجھل وعدم العلم بمعاني
الأذكار الشرعیة العظیمة ودلالاتھا النافعة
القویمة، مما یستوجب مضاعفة العنایة
بالأذكار النبویة علماً وتعلیما، وشرحاً وبیانا،
وتوضیحاً وتذكیرا، لتعلم مرامیھا، وتفھم
مقاصدھا، وتتضح دلالتھا، لتؤدّي بذلك
ثمراتھا النافعة، وفوائدھا الحمیدة وخیرھا
.(٥٢٥/ ١) مجموع الفتاوى ( ١٢ )