منتدى الثبــات الاسلامي althbat
اهلا وسهلا بك زائرنا العزيز نتمنا لك اوقات رائعة معنا
منتدى الثبــات الاسلامي althbat
اهلا وسهلا بك زائرنا العزيز نتمنا لك اوقات رائعة معنا
منتدى الثبــات الاسلامي althbat
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةمجلة الثباتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الــــثـبـات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ربي ثبتني
الادارة العامة
الادارة العامة
ربي ثبتني


دعاء
عدد المساهمات : 290
تاريخ الميلاد : 02/01/1989
تاريخ التسجيل : 26/11/2011
العمر : 35

الــــثـبـات Empty
مُساهمةموضوع: الــــثـبـات   الــــثـبـات Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:50 am




الثبات
[1]





الثبات على المبادئ و عدم التزحزح عنها من الوسائل
اللازمة لاقتطاف ثمرة الفوز و النجاح.




و ما ظفر عامل بمرغوبه إلا بفضل الصبر و الثبات، وما
خاب و أخفق في مسراه إلا بالملل و السأم و القلق، و الحجر المتقلب لا
يثبت عليه البنيان.




لما أنهكت الحروب داهية المغوليين تيمور لنك دب في
عروقه دبيب الملل فالتجأ إلى بيت خرب فرأى نملة وهي تحمل قوتها تتسلق
جدارا فتسقط فتعود فتسقط وهو يتأمل ما يكابده ذلك المخلوق الضعيف و
يجاهد في سبيل حياته إلى أن نجحت في مبتغاها بعد أربع و عشرين مرة،
فأخذ منها عبرة الصبر و الثبات، فقال (إن النملة علمتني الثبات) فعند
ذلك كر راجعا فنظم جيوشه وأعد عدته فاقتحم أهوال الحروب فانتصر انتصارا
باهرا
.




هذه نتيجة العزم والحزم والثبات، فإذا كانت نملة وهي
أضعف خلق الله تثابر على عملها بحكم غريزتها وتحمل عشرة أضعاف حجمها
عشرات المرات إلى أن تنال أمنيتها، فكيف بالإنسان العاقل القوي الذي
كرمه الله وفضله وخلقه في أحسن تقويم؟




إذا كانت تلك تثبت ذلك الثبات لأجل حفظ وجودها بين
أخواتها في هذه الحياة، فكيف لا يثبت الإنسان أضعاف أضعافها لأجل حفظ
وجوده وكيانه في الحياتين حياة الدنيا وحياة الآخرة؟ و لنيل السعادتين
فيهما معا؟.




و لو لا الحزم والثبات لما أنقذت الملكة البربرية سانت
هينان قافلتها من مخالب الجوع و الهلاك لما كادت الصحراء تبتلعها في
جوفها، ولما حفظت جبال هقارة تلك الحضارة البربرية الخالدة المتغلغلة
في بطون التواريخ
.




إن الناس بالنسبة إلى الثبات على صنفين: الأول ثابت
كالطود لا تزعزعه العواصف ولا تضعضعه القواصف، إن اقتنع بمبدأ أو
بعقيدة أو انحاز إلى حزب أو مذهب فإنه يعض عليه بالنواجذ ويثبت عليه
ثبات الرواسي، ويتفانى فيه بكل ما أوتيه من قوة، مهما كلفه ذلك من
الضحايا الغالية، ويتجلى ثباته في جميع أحواله فتراه ثابت الجنان ثابت
اللسان، ثابت القدم، ثابت العمل، غير هلع و لا متلجلج ولا مضطرب، ولا
مرتبك ولو أحدقت به الأخطار و الأهوال
.




و قد يبلغ به الثبات أحيانا إلى الغلو والتطرف وأحيانا
إلى العشق والوله والغرام والهيام، ولا يبالي في ذلك بما يلاقيه من
قوارص اللوم والعتاب، ولا تثنيه عنه قوة المعارضة، ولا تؤثر فيه سعاية
الوشاة وإفك الخراصين، بل لا يزداد نحو ذلك إلا تعصبا وتعلقا، وهذا
دليل على كمال الصدق، والإخلاص، ومتانة الأخلاق، وهو محمود جدا مالم
يخرج به إلى حد الجمود والثقة العمياء، والتعصب إلى الباطل.




و هذا الصنف هو نواة الإصلاح وعمدة المصلحين و العدة
التي يعول عليها المجاهدون، و الكهف الذي يفزع إليه العاملون، و لكنه
قليل جدا في كل زمان

و مكان –
والكرام قليل -
.




الثاني: متزلزل العقيدة، سقيم الوجدان، متضعضع الفكر،
يعتنق اليوم عقيدة وينسلخ منها غدا، يستحسن اليوم مبدأ ويستقبحه غدا،
يدخل اليوم في مشروع

و يخرج
منه غدا، يصادق اليوم زيدا ويعاديه غدا إلخ.. كل هذا لا لسبب حادث
وإنما لمرونة في نفسه و ضعف في قلبه فتراه مدة عمره مترددا متذبذبا لا
مبدأ له ولا عقيدة ولا رأي ولا مذهب ولا دين و لا صديق و لا مشروعا
قارا، وربما تحدثه نفسه أن يدخل في معامع الأعمال مع المصلحين و
المفكرين و لكن سرعان ما يجد الطريقة وعرة العقبة كأداء و المفازة
مترامية الأطراف، و الأرض مأسدة، فيستصعب مجاراة العاملين ومجاهدة تلك
المصاعب، فيرجع القهقرى نادما على ما فرط منه من الدخول فيما هو خارج
عن طوقه واستعداده، و قد لا يكتفي بذلك بل يملأ الجو صراخا و صخبا وإن
ذلك السبيل الوعر غير نافذ لا ينتج نجاحا ولا فوزا، فيفت في ساعد
العالمين أهل الحزم و الثبات، و يثبط عزيمتهم، ويفصل بينهم وبين منه
يستهدون من الماعون والمساعدة، و هذه نهاية الخسة و الدناءة إذ لم يحرم
الأمة منفعة ثباته و مثابرته فقط و لكنه لفرط تذبذبه و كسله يريد أن
يبقى العاملون الثابتون كسالى مثله وحرمان الأمة من ثمرات جهادهم و
ثباتهم
.




و لعلاج هذا الداء و اكتساح هذا المرض من نفسه يلزمه أن
يعلم علم اليقين أن تذبذبه و تردده لا يجلب له غير الإخفاق و الحرمان
وأن الثبات وإن كان فيه من المشاق و المتاعب فإنه يلد الظفر و الفوز و
النجاح، وأن يعتبر بعاقبة المتذبذبين

و بمغبة
ذوي النفوس الصادقة وبما نالوا من العزة القعساء والانتصارات العظيمة
في ميادين الحياة بفضل عزيمة الصبر و خالص الثبات
.










[1]


وادي
ميزاب، ع : 20 (18/2/1927)




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://althbat.yoo7.com
 
الــــثـبـات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الثبــات الاسلامي althbat :: ¨°o.O ( ..^ المنتديات العامة^althbat¨ منتديات الثبات الاسلامي :: المنتدى العام....الثبات الاسلامي althbat-al-islam-
انتقل الى: