ربي ثبتني الادارة العامة
عدد المساهمات : 290 تاريخ الميلاد : 02/01/1989 تاريخ التسجيل : 26/11/2011 العمر : 35
| موضوع: والإنصاف و المساواة الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 1:05 am | |
| أيــــن المفـــر؟[1] ضاق الفضاء بالعملة الجزائريين ولم تقلهم أرض بلادهم ولم تظلهم سماؤها، فوجدوا من فرنسا منفسا لاستنشاق نسيم الحياة فتواردوا إليها زرافات ووحدانا، فوجدوا فيها مرتعا خصيبا، فتحسنت حالة معاشهم ومعاش عائلاتهم وأطفالهم نوعا، فتحركت بمادتهم دواليب التجارة بالجزائر، وانتعشت الروح الاقتصادية بها زمانا. ولكن لما رأت فرنسا خطرا محدقا ببلادها من كثرة المهاجرين الجزائريين البؤساء الذين يتجاوزون مائة ألف، وقد اشتكى إليها المعمرون قلة اليد العاملة بأثمان زهيدة , سنت قانونا في إيقاف هذا التيار الجارف، فأرجعتهم إلى بلادهم وأوصدت أبوابها في وجوههم، فكانت النتيجة أن اضطروا ـ طلبا للمعاش ـ إلى التسرب من هنا وهناك إلى ما وراء البحار في أحوال تذيب الأحجار، فكانت حادثة (سيدي فروش) التي ارتعدت من هولها فرائص الإنسانية وما كاد يسكن صداها إلا وقد راعتنا السفينة (افريك) في الأيام الأخيرة وهي على ما تناقلتها الصحف تتلخص فيما يلي: ”أن سفينة شراعية تسمى أفريك أقلت من الجزائريين 48 عاملا أدلى كل منهم إلى القبطان، رئيس السفينة بخمسمائة فرنك إلى ألف مقابل نقلهم إلى فرنسا فعثرت أعوان الحكومة على 36 منهم بعد ما مات واحد منهم بالجوع وبقى آ خر في حالة نزع، وقد ردت أولئك إلى الجزائر على نفقة القبطان ثم زجته وأربعة من أعوانه في السجن وهي لا تزال تلتقط الكثيرين من أمثالهم متوزعين في أطراف البلاد “ نعم قد أذنت لهم أثناء ذلك بالهجرة ولكن بشروط ثقيلة لا قبل لهم بها فساءت حال البلاد لسوء حال كثير من أبنائها فعمت الضائقة، واشتدت الأزمة، ودبت عقارب المجاعة يبن أفرادها , وانتشرت الأمراض، وتوقفت دواليب التجارة وفشا الكساد وعمت البطالة، وبلغت القلوب الحناجر. إن هذه نتيجة طبيعية لإغلاق أبواب المدارس في وجوه المسلمين، وفتح أبواب الفجور والخمور أمامهم، والاستحواذ على أراضيهم و منابع حياتهم. وإلا فهل يعقل أن مائة ألف من السكان مثلا لا أراضي لهم ولا أملاك ولا مأوى ولا معاش، ولم تقع لهم جائحة حرب أو بركان أو زلزال أو عواصف تكتسح البلاد؟ ولو أنهم استقروا بأراضي آبائهم وأجدادهم وهذبت أخلاقهم و ثقفت عقولهم وعرفوا ما هي أساليب الحياة فهل يكون شيء من ذلك؟ فإذا كانت فرنسا أما حنونا حقا وأرادت حقيقة إيقاف ذلك التيار الجارف فلا توقفه بسن قوانين التضييق عليهم ولا بمطاردتهم من مكان إلى مكان، ولا بتركهم مشردين مهملين , تتقاذف بهم الشوارع والطرقات، ولكن بإغلاق الحانات والمواخير والمقامر، وفتح المدارس وتهذيب أساليب التعليم، وتدريبهم على أساليب الفلاحة العصرية، وحماية الصناعة الأهلية، و فتح أبواب الشغل لهم، وتخفيف الضرائب عن كواهلهم، ورفع القوانين الاستثنائية عليهم، حتى يعيشوا في أراضيهم مع السادة المعمرين على بساط الأخوة والمساواة، وإلا فإنها لا تزال ولا يزالون في مقاساة الآلام والأتعاب. و لا يزداد الأمر إلا خطورة وتفاقما وسوء مصير، لاسيما ودول البحر الأبيض المتوسط تترصد السقطات والغلطات، وجرائم البلشفية تبيض وتفرخ في مستنقعات الظلم و الاستبداد. فليمعن العقلاء والمفكرون الأحرار في فرنسا النظر في هاته الحالة الأسيفة وليعالجوها بمرهم العدل والإنصاف و المساواة | |
|